دفنوني حيّة… ولكن الحياة كانت كتستناني تحت التراب

🌑 كانت الساعة قرابة الجوج ديال الليل، والدنيا ساكتة فالحي الجديد اللي كاين فواحد الطرف من ورزازات.

سعيد، جار شاب، سمع شي صوت خفيف بحال الأنين جاي من جهة المقبرة القديمة.
فالأول قال يمكن كلب ولا شي حيوان، ولكن الصوت ما بغاش يسكت… بالعكس، زاد ولات بحال شي خربشة فالأرض.

شد تليفونو، شعل الفلاش، ومشى بشوية حتى وصل لواحد القبر جديد… الأرض فوقو كانت بحال ما محفورة مزيان، وكتتحرك شوية شوية.
وقف، وبقى يشوف، وفجأة… خرجات يد من تحت التراب.

💥 تصدم، وسالا ليه النفس، ومن بعد بدا كيغوت على الجيران:
“عيطو شي حد، را كاين شي حد مدفون حي هنا!”

جاو الناس كيجريو، بالبيكات والمصابيح، وبدات الحفيرة.
وفاش خرجو داك الجسد، كانت صدمة… بنت صغيرة، عينيها محلولين، كتتنفس بصعوبة، ووجهها كله تراب ودموع.
كان اسمها مليكة.


👤 شكون هي مليكة؟ وشكون دفنها؟

مليكة كانت عايشة مع عمتها من بعد ما ماتت الأم ديالها.
كانت بنت هادئة، ولكن كتعاني من القلق، وكانو كيقولو عليها “فيها شي حاجة”.
الناس ما فهموش حالتها، وبداو يآمنو بالخرافات.

نهار من الأيام، “الفقيه” قال لعمتها:

“هاد البنت مسكونة… خاصكم تدفنوها شوية باش يخرج منها الجني.”

وهنا كانت بداية الكارثة.


⚖️ التحقيقات والصدمة

من بعد ما دخلات الشرطة، تبين من الطبيب الشرعي أن مليكة كانت مخدّرة، ولكن ما كانتش ميتة.
تم دفنها حية فعلاً، وهادشي داروه ناس عائلتها بنيّة “الرقية” و”الشعوذة”.

اليوم، هاد الناس متابعين بمحاولة القتل، والفقيه حتى هو تحت الحراسة.


💭 المغاربة قالو:

🧓 “لالة خديجة”

“أنا شفت البنت فداك الحالة… الله يستر، ماشي معقول كندفنو الناس حيّين حيت شي فقيه قال هادشي؟”

👨‍🦳 “الحاج ادريس”

“ماشي غير جهل، هادي قساوة قلب، وبزاف ديال التوحش…”

📅 بعد 3 أيام من الواقعة، تحولت الحومة كاملة لوكر ديال الكلام والشائعات.
كلشي كيهضر:
“علاش دفنوها؟ شكون قال ليهم دير هادشي؟ واش كانت فعلاً مريضة؟ ولا غير ضحية جهل؟”

الشرطة دارت استنطاق رسمي مع عمتها، وابنها، والفقيه اللي كان كيدخل للدار بزاف.
ومن خلال التسجيلات اللي داروها فالهاتف ديال واحد منهم، سمعو حديث كيأكد أن القرار كان متفق عليه مسبقًا:

الفقيه قال: “دفنوها غير شوية، راه الجني ما كايخرج حتى يحس بالرّعب الحقيقي… هادي هي الطريقة الوحيدة.”

المحققين تأكدو أن مليكة ما كانتش مريضة نفسية، ولكن كانت عندها نوبات اكتئاب من العزلة، وكانت كتحتاج رعاية طبية ماشي قبر مفتوح.


🏥 اللحظات الأولى بعد النجاة

فالمستشفى، مليكة كانت فحالة صدمة.
ما كتعاودش الهضرة، كتشوف فالسقف بالساعات، ومرة مرة كتغطي وجهها وكتبكي.

دخل عندها طبيب نفسي، وبدا معها جلسات يومية.
بشوية بشوية، بدات كتهضر، وقالت:

“كنت سامعة كلشي… التراب فوقيا، الصوت ديال العمة كتقول: زيد شوية، غطيها كاملة…”

“كنبغي نموت، ولكن ماشي بهد الطريقة. كنظنّ ربي كان باغي يرجعني… ولكن باش نفضحهم، ماشي باش نسامحهم.”


⚖️ المحاكمة

من بعد شهر، خرجات أول جلسة فالمحكمة الابتدائية فورزازات.

النيابة العامة تابعت المتهمين بتهم:

  • محاولة القتل العمد
  • الاحتجاز غير القانوني
  • ممارسة شعوذة مؤدية للخطر

المحامي ديال الدفاع حاول يقول أن القضية كانت “رقية شرعية” خرجات عن السيطرة… ولكن القاضي قالها بالحرف:

“ما كاين لا رقية لا شعوذة… كاين محاولة دفن إنسانة حية، ومليكة ماشي شي كائن من عالم آخر، هادي مواطنة مغربية، وعندها الحق فالحياة.”


🗣️ صوت من داخل الحومة

الحي بقى منقسم:
ناس كيقولو أن العائلة كانت ضحية فقيه مريض بالسلطة… وناس كيقولو: لا! العائلة كانت باغية تتخلص من البنت بأي ثمن، والفقيه غير أداة.

الجيران اللي كانوا ساكتين سنين بداو يفتحو فمهم، واحد قال:

“كنت كنسمع الصداع فالدار، ومليكة كتغوت… ولكن قلت: ماشي شغلي. دابا ندمت.”


🧠 الجانب الإنساني

واحد الأخصائية الاجتماعية اللي زارت مليكة قالت:

“البنت ماشي غير محتاجة علاج… محتاجة تحتضنها دولة كاملة.”

اليوم، مليكة كتقرا في مركز تكوين، كتتعلم الخياطة، وكتقول أنها بغات تولي عندها مشروع ديال الطرز وتعلم البنات اللي عاشو تجارب مشابهة.

قالت فآخر مقابلة معها:

“أنا ما متّ، ولكن جزء مني مات فداك القبر. دابا كنحاول نبني حياتي من جديد… راني كنحاول، ومازال غنقول قصتي.”


🎯 دروس من القصة

  • الخرافة كتقتل، بحال السلاح.
  • كل واحد ساكت على العنف مسؤول بصمته.
  • المغاربة خاصهم يفرقو بين الرقية والعلاج، وبين الجريمة المغلفة بالدين.
  • الدولة خاصها توفر مراكز إنصات ورعاية نفسية حقيقية.

🔚 النهاية… أو ربما البداية

قصة مليكة ماشي مجرد واقعة، هي مرآة لمجتمع كيتخبّى ورا التقاليد، وكيهرب من المواجهة.

فموقع waqi3a.com، غنستمر نجيب ليكم قصص من الواقع، بحالها ولا أخطر…
لأن الحقيقة، كتكون أحيانًا أغرب من الخيال..

أضف تعليق